هل تتدخل السياسة في "البيزنس" سؤال تصعب الإجابة عليه خاصة إذا كانت هناك حالة من الضبابية في المشهد السياسي, وفي الوقت الذي ينفي فيه "بنك قطر الوطني" الشائعات التي ترددت عن رغبته في بيع حصته الحاكمة في "البنك الاهلي سوسيته جنرال".
تعلن المجموعة المالية "هيرمس" فشل مساعي مجموعة "كيو إنفست القطرية" في الشراكة معها بسبب عدم الحصول علي الموافقات اللازمة قبل إنقضاء الوقت المحدد لإتمام الصفقة.. وفقا للاهرام.
وعلي هامش الملتقي الإستثماري الدولي الثالث الذي نظمته المجموعة المالية هيرمس بالتعاون مع بورصة لندن بالعاصمة البريطانية الشهر الماضي كان هذا الحوار مع كريم عوض الرئيس التنفيذي المشارك بالمجموعة حول كافة القضايا الإقتصادية والإستثمارية التي تشغلنا في الوقت الراهن.
بداية أستاذ كريم عوض ما أهم نتائج ملتقي الإستثمار بلندن؟ وما هي الخطوة التالية؟ قمنا بتنظيم العديد من المؤتمرات, وكانت البداية في دبي منذ حوالي عشر سنوات, ثم نظمنا منتدي في لندن عام2011, حيث تم عقده فيها لمدة يومين, وفي نيويورك يومين مماثلين, واستقر الأمر علي تنظيمه بعد ذلك علي لندن فقط, وذلك عامي 2012 و2013 الجاري.
ولمسنا اختلافا في ملنقي هذا العام من حيث زيادة عدد المستثمرين المشاركين, وعدد الشركات المشاركة, بالإضافة زيادة عدد مديرين الصناديق المشاركين والمؤسسات التي يقومون بتمثيلها, وتدل هذه الزيادة علي الاهتمام بالأسواق العربية, وليس شرطا أن يؤدي هذا الاهتمام إلي استثمارات, ولكن من المؤكد أنه قد زاد الاهتمام بالمنطقة العربية ككل, وبالشركات التي تعمل في المنطقة العربية لأن السوق واحد وهام بالنسبة لهم.
وشارك في الملتقي53 شركة, و91 مؤسسة استثمارية, بالإضافة إلي166 مستثمر من العالم العربي وإفريقيا منها14 شركة وهي من أكثر شركات التداول نشاطا في مصر, وتم عقد ما يقرب من ألفي لقاء إستثماري.
ماذا كان شعور المستثمرين الأجانب؟ كان الشعور العام لديهم القلق, لأن عدم وضوح الرؤية السياسية يؤثر بشكل كبير علي القرار الاستثماري للمستثمر, وكلنا نعلم أنه في ديسمبر2010, بدأ الشعور ببعض القلق عند المستثمر الأجنبي من الاستثمار في مصر, وذلك بسبب القلق من كيفية إنتقال السلطة, بمعني أخر من هو الرئيس القادم بعد حسني مبارك؟ حتي بعد25 يناير لاحظنا تريثا في قرارات الاستثمار في السوق المصرية للانتظار ورؤية من الرئيس القادم في سبتمبر2011 وماذا سيحدث, فالمناخ السياسي يؤثر علي قرار المستثمر بصفة عامة, حيث يفضل أن يكون المناخ السياسي لا يشغل تفكيره من الأساس, أي يكون شيئا ثانويا بالنسبة له, واليوم المناخ السياسي في مصر وفي كثير من المنطقة العربية, ليس ثانويا أبدا, وإنما هو من الأساسيات الهامة التي يتابعها المستثمر بصفة يومية, ولذلك يريدون معرفة المناخ السياسي, ومدي تطوره خلال الثلاث أو الأربع شهور القادمين, ولهم العذر في ذلك, فحتي نحن الذين نعيش في مصر ليس لدينا رؤية واضحة لما يمكن أن يحدث في هذه الفترة, نحن متفائلين, نعم, ونري أن القادم يمكن أن يكون أفضل كثيرا من الماضي, ولكن في النهاية لا يوجد أحد عنده رؤية واضحة لما سيحدث في مصر, فما بالنا بمن يعيش خارجها, ويقرأ ويشاهد وسائل الإعلام الغربية والتي غالبا ما تنشر أحداث خاطئة وغير صحيحة, أنا أعتقد أنهم علي علم بالفرص الموجودة للاستثمار في مصر, خاصة وأن التقييمات انخفضت لمستويات جاذبة جدا بالنسبة لهم كمستثمرين, ولا خلاف علي ذلك, ولكن يبقي عنصر الوقت والتساؤل, هل هذا هو التوقيت الصحيح للاستثمار أم التوقيت الخطأ؟ العنصر الثاني في الشعور بالقلق من الاستثمار في مصر, أن هناك خوف من عدم قدرته كمستثمر علي إخراج أمواله بسهولة, وهذا من أكبر العوائق التي نراها تعيق الاستثمار الأجنبي, فلو فرضنا مثلا أنه قرر الاستثمار في مصر للتقييمات الجاذبة عن السوق المصري, سيشعر بالخوف عند البيع, بسبب انتظاره في طابور حتي يأتي دوره ويستطيع أخذ دولاراته ويخرجها من مصر, لو هذه العملية تستغرق يوم أو يومين, فلا توجد مشكلة, ولكن لو امتدت إلي أسبوعان أو ثلاثة أسابيع, فهذه كارثة بالنسبة للمستثمر الأجنبي, لأنه لا يستطيع تغطية إستردادات الوثائق للصندوق الذي يديره, وفي نفس الوقت لا يستطيع إخراج أمواله بسرعة, ولذلك يرفض حاليا الكثير من المستثمرين الدخول, حتي وإن كان هناك تحسن في الحالة الاقتصادية, وتحسن في سرعة إخراج الأموال, ولكن تعرض كثير منهم لهذه التجربة والتي استمرت حتي يونيو2013, أدت إلي استمرار الشعور بالخوف من العودة للاستثمار والدخول في السوق المصرية مرة أخري.
ولكن البنك المركزي المصري كان حريصا علي ألية دخول وخروج الإستثمارات بسهولة وسرعة؟ يحسب للبنك المركزي أنه لم يخل بتعهداته مطلقا والخاصة بإخراج النقد الأجنبي لأي مستثمر أجنبي يستثمر في مصر, ولكن يبقي سؤال في ذهن المستثمر, كم يلزمه من الوقت لاسترداد أمواله؟ هو ليس عنده أدني شك في أن البنك المركزي سيعطيه أمواله, ولكن هل سيأخذها اليوم أم بعد3 أسابيع, في الماضي كان يأخذها بعد3 أيام, حاليا يمكن أن تمتد الفترة ل3 أسابيع, وسيكون عنده تخوف كبير من استثماره في مصر.
كان لدعوتكم لمستشار رئيس الجمهورية للشئون السياسية الدكتور مصطفي حجازي, الاختيار الأمثل لتوضيح النظام السياسي الذي يخاف منه المستثمرين.
.. نعم هذا صحيح, وكان ذلك هدفنا من وراء دعوته لحضور المؤتمرـ ونشكره علي كرم أخلاقه وقبوله الحضورـ أنه أحد صانعي القرار السياسي, والذي يستطيع شرح الوضع السياسي الحالي في مصر أفضل من شرحنا نحن كمصريين للمستثمر الأجنبي.
برؤيتك الخاصة للمؤتمر, هل تعتقد أن الشرق الأوسط مازال مفتوحا للأعمال؟ نعم, ولكن بدرجات تختلف من سوق إلي سوق, فالاهتمام بالسوق الإماراتي والسعودي والقطري لازال أكبر بكثير من السوق المصرية, بالرغم من أن السوق المصرية تمتلك جميع المقومات التي تجعلها جاذبة لأي مستثمر, وذلك من ناحية عمق الصناعات الموجودة في مصر والغير متواجدة في أي منطقة أخري في الوطن العربي, وبالرغم من كل المشكلات الاقتصادية الموجودة في مصر, إلا أن السوق المالية المصرية تمتلك أحد أفضل القواعد التنظيمية للأسواق الموجودة في المنطقة, وبالتالي يمكننا طرح ورق جديد عن طريق طروحات أولية, بنظام يماثل النظام الموجود في انجلترا وأوروبا وأمريكا, وبالتالي يستطيع أي مستثمر الدخول والاستثمار, ولدينا كثير من المستثمرين منذ بداية العمل بالسوق المصرية منذ عام1994 ويشعرون بالراحة للعمل فيه, فإذا تم حل هذه المشكلات إزالة مخاوف المستثمرين سيعود الاستثمار بدرجة كبيرة جدا خاصة عند تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ خارطة الطريق.
وماذا عن صفقة الشراكة مع' كيوإنفست القطرية'؟ وهل للسياسة دور في إلغائها؟ نحن مؤسسة مستقلة أصلها مصري, ونفتخر بذلك, ولكننا تطورنا وأصبحنا مؤسسة إقليمية أكثر منها شركة مصرية, ولايزال مساهمينا الرئيسيين هم مجموعة دبي القابضة, وجهاز أبو ظبي للاستثمار, وبعض المؤسسات المالية.
ويوجد لدينا فرع بدبي, ومتواجدون في الرياض والدوحة وعمان والكويت والأردن بخلاف القاهرة, وكان لدينا فرع صغير في لبنان ولكن يتم إغلاقه الآن, وتعمل كل هذه المكاتب إقليميا.
وحول صفقة' كيوإنفست' تم توقيع عقد هذه الصفقة في مايو2012, وعادة هناك فترة زمنية يتم خلالها تنفيذ بنود العقد, فإذا انتهت هذه المدة دون التنفيذ, فهناك حلين إما سقوط العقد, أو يتم تمديد العقد برضاء الطرفين, وفي معظم الحالات لا تزيد المدة من ثلاثة إلي ستة أشهر, وفي حالة عقد الصفقة كانت المدة12 شهر, تنتهي في مايو2013, وكان العائق الأساسي لتنفيذ بنود العقد هو الحصول علي الموافقات الرقابية, ليس في مصر فقط, ولكن في كل الدول التي نعمل بها مثل السعودية وقطر الخ, وأخذ الموضوع وقتا أكثر مما كنا نتصور بكثير جدا, حتي وصلنا إلي مايو2013, ولم نحصل علي جميع الموافقات الرقابية التي كنا نحتاجها, بما فيها الموافقة الرقابية من هيئة الرقابة المالية المصرية, ووصلنا إلي قرار أنه لو تم تمديد الفترة الزمنية لتنفيذ العقد شهرين أو حتي6 أشهر, فلا يوجد وضوح أيضا في الحصول علي هذه التراخيص, كان لدينا طموح وآمال في عمل كيان أكبر ولكن لم تتم, ومازالت علاقتنا بهم جيدة.
ولا أستطيع القول إذا كان هناك سبب سياسي أم لا, السبب الذي أصدرته هيئة الرقابة المالية أن شركتنا مهمة جدا بالنسبة للسوق المصرية, وأنهم لا يوافقون علي نقل ملكيتها, وهذا شئ نفتخر به, ونحن كمصريين عاملين في هذه الشركة, بجانب الكثير من الأجانب, نفتخر بمصريتنا, ورؤية هيئة الرقابة المالية لشركتنا بهذا الشكل يفرحنا جدا. وقرار إنهاء هذه الصفقة صدر في5 مايو 2013.
هل لديكم إستراتيجية خاصة بالشركة خاصة وقد وصل عدد الشركات التابعة لكم إلي أكثر من50 شركة؟ أولا: لا توجد أهمية لعدد الشركات التابعة لنا, ولكن تكمن الأهمية في عدد البلاد التي نعمل بها, والتي وصلت إلي8 بلدان, كما أن نشاطنا في السمسرة له وجود مباشر في6 دول, ووجود غير مباشر في6 دول أخري.
وثانيا: مثل ما كان للأحداث السياسية في مصر تأثير سلبي علي السوق المصري من حيث حجم التداولات والصفقات التي يمكن أن تتم فيه, فأنا أعتقد أن ذلك كان نعمة بالنسبة لنا, حيث قمنا بالتركيز في كثير من أنشطتنا علي تنمية عملياتنا خارج مصر.
كيف تري السوق المصرية؟ وما الذي تحتاجه لجذب المستثمرين؟ في رأيي السوق المصرية علي المدي الطويل, لديها كل عوامل الجذب التي تجعلها واحدة من أفضل الأسواق الموجودة في كل المنطقة العربية, ولابد من وجود رؤية للتوجه السياسي لمصر خلال الفترة القادمة, وأنا شخصيا أتمني أن أري اليوم الذي يكف فيه المصريين عن الحديث في السياسة غير أيام الانتخابات, ويزداد الحديث أكثر عن العمل والاقتصاد, وكيف نقوم بتنمية مصر خلال الفترة القادمة, الوضع الحالي في مصر يتطلب طمأنينة أكثر للمستثمرين, وبالتالي يستطيع المستثمر الدخول والخروج بأمواله بسهوله, وحل المشكلات الاستثمارية, وخاصة مشكلة سحب الأراضي من بعض الشركات العقارية في مصر, والتأكد من أن الشركات التي تم خصخصتها لن تتم إعادتها للدولة مرة أخري.
هذه المشكلات تقلل الثقة في الاستثمار في السوق المصري, وتكمن المشكلة في أن أي فعل من هذه الأفعال تترك أثر سلبي قد يمتد لسنوات بعد حلها, بمعني انه حتي لو تم حل هذه المشكلة, تترك مرارة لدي المستثمر, نحتاج مناخ سياسي ومناخ استثماري مستقل, وأن نفتح ذراعينا لمن يأتي للاستثمار في مصر, فليس كل من يأتي للاستثمار يحاول استغلال مواردنا فقط, هناك مستثمرون يريدون استثمار أموالهم ليستفيدوا وتستفيد مصر أيضا.
ما شكل المساهمات في مؤسستكم ؟ مجموعة دبي القابضة لديها12% تقريبا, ويليها جهاز أبو ظبي للاستثمار والذي يملك حوالي9%, والباقي مؤسسات وأشخاص.
ما عدد العاملين في المجموعة ككل؟ عدد العاملين780 عامل حول العالم العربي كله وأكثرهم في مصر.
الرئيسية
البوابة
موضوع: كريم عوض: لا أسباب سياسية وراء فشل صفقة شراكة "هيرمس" مع "كيو إنفست القطرية" 
الأحد أكتوبر 20, 2013 11:49 pm
