بعد إطلاق أول منصة في قطر .. تجار:
التداول الإلكتروني لن يؤثر على مبيعات سوق الذهب
مطالب بدورات تدريبية لآلية التداول
عبداللطيف حسن: يمكن لتجار الذهب الاعتماد على المنصة في البيع والشراء
صالح الرياشي: المنصة الإلكترونية حققت انتشاراً واسعاً عالمياً
عبدالحافظ: التداول عبر الإنترنت معرض للربح والخسارة
كتب- أكرم الكراد:
رحب عدد من تجار الذهب بالسوق المحلية بإطلاق أول منصة إلكترونية لتداول الذهب والفضة في قطر، واصفين الفكرة بأنها ستكون الولادة الأولى للسوق الإلكترونية المستقبلية، والتي من المؤكد أنه سيتبعها ولادات أخرى لمشروعات اقتصادية تدخل قطر للاقتصاد العالمي، فضلاً عن تعزيز تجارة الذهب والفضة من خلال استخدام التكنولوجيا، والذي بدوره سيتيح للمستثمرين إمكانية تداول السبائك الذهبية والفضية عن طريق نظام تداول إلكتروني آمن كلياً، وشددوا على أهمية توفيرعامل الثقة بين المنصة الجديدة والمستثمرين والمتداولين وطالب عدد آخر من التجار بتخصيص دورات تدريبية بمجال التداول الإلكتروني تفادياً لوقوعهم بأي مخاطر.
وفي هذا الصدد رحب بداية عبداللطيف حسن مدير فانسي روز للذهب والمجوهرات بإطلاق أول منصة الكترونية لتداول الذهب والفضة في قطر، لافتاً إلى تفاؤله بهذه التجارة الحديثة، وأنه سيكون من أوائل التجار الذين سيفتحون حساباً لهم في هذه المنصة الإلكترونية المحلية، وأكد عبداللطيف إمكانية النجاح في هذا التداول في قطر . وأشار الى أن التجارة عن طريق الإنترنت حققت نجاحاً في تجارب العديد من الدول العالمية، والعربية أيضاً وفي مقدمتها دبي، مشيراً في هذا السياق إلى أهمية تكوين الثقة بين الشركة الوليدة، وبين المستثمرين والمتداولين عبر منصتها، وهذه مسؤولية الشركة بخلق هذه المصداقية والثقة منذ انطلاقتها، وأن يكون لديها حسابات معروفة، وموقع معروف لإتاحة الفرصة أمام المستثمرين والمتداولين لإيداع أموالهم في حسابات المنصة، خاصة وأنها ليست فكرة جديدة عالمياً بل سبقتها شركات عدة عالمية وعربية بهذا المجال، وحققت بعضها نجاحاً بين المستثمرين والمتداولين العرب بسوق الذهب والفضة.
وحول تأثيرها على السوق المحلية للذهب والفضة أكد عبداللطيف عدم وجود أي تأثير لهذه المنصة الإلكترونية لتداول الذهب والفضة على بيع وشراء الذهب في السوق المحلية التقليدية، وليس على أسعار الذهب محلياً، وذلك لكونها تعتمد أسعار الذهب عالمياً، ولأنها منصة إلكترونية تتعامل بالسبائك الذهبية أو الفضية سواء من حيث الشراء والبيع لجمهور المتعاملين معها أو عن طريق التداول الذي يشبه سوق السهم ولكنه خاص بالذهب والفضة، بحيث يستفيد المضارب أو المستثمر من هبوط أسعار الذهب أو الفضة للشراء ومن ثم البيع حينما يرتفع السعر، وفي كلتا الحالتين لا تأثير لهذه التجارة على تجارتنا في بيع وشراء المصوغات الذهبية أو الفضية، والتي نقوم بتصميمها وتصنيعها محلياً، وكذلك يبقى عملنا خاصاً بزبائن يرغبون بموديلات معينة من المصاغ نؤمنها لهم، ونسعى لإرشادهم، وهذا ما لا يمكن أن تؤمنه هذه المنصة.
وأشار عبداللطيف من ناحية المخاطر المتوقعة للمتداولين في هذه المنصة إلى أن كل عمل لابد أن يتضمن نسبا معينة من المخاطرة بالأموال، ولذلك يجب أن يكون المتعامل في هذه المنصة خبيراً بسوق الذهب والفضة، ومبررات صعوده وهبوطه، وما هي المراحل والأوقات المناسبة للشراء أو البيع، وبالتالي يكون قادراً على التحكم برصيده المالي ضمن المنصة الإلكترونية ولا يخسره بالكامل.
وأضاف عبداللطيف أنه من الممكن أن يعتمد تجار الذهب المحليون هذه المنصة لشراء الذهب والفضة بشكلهما الخام على شكل سبائك في المستقبل على اعتبار أنها شركة محلية، لكن شريطة أن توفر لهم السلع الذهبية والفضية بالسعر العالمي ، وبجودة عالية من دون تكلفة مادية إضافية، وهذا أفضل من التعامل مع شركات أجنبية منافسة.
لن تؤثر على السوق.
ومن جانبه قال التاجر صالح الرياشي بأن إطلاق منصة إلكترونية للذهب والفضة فكرة جديدة في قطر رغم أنها ليست بجديدة في العالم، حيث انطلقت هذه الفكرة منذ زمن بعيد، وحققت انتشاراً واسعاً في مختلف دول العالم، إلا أنها تأخرت من حيث تطبيقها في عالمنا العربي، وقد لا نجد سوى مركز دبي المالي العالمي الذي يتولى هذه المهمة في عالمنا العربي، والآن قطر، ما يعني أنها خطوة وبادرة طيبة نحو الأفضل لسوق الذهب والفضة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذه المنصة الإلكترونية، وبعد انطلاقتها بشكل رسمي ودخول الناس عليها للتداول الفعلي لن تؤثر على السوق المحلية للذهب والفضة، وذلك لعدة اسبابها أبرزها أن هذه المنصة وهذا النوع من التجارة مختلف تماماً عن تجارة الذهب والفضة في السوق المحلية فالمنصة إلكترونية، ويتم التداول فيها عن طريق الأرقام ومن منطلق الربح والخسارة، وكيفية الاستفادة من أسعار الذهب والفضة عالمياً، بينما السوق المحلية تنطوي على الشراء والبيع الفوري للذهب، والاقتناء الحقيقي لهذا المعدن النفيس، مايعني أن المنصة الإلكترونية ستكون للمتداولين والمضاربين في الأسعار والسوق المحلية للذواقة ومقتنيي الذهب والفضة، وأضف إلى ذلك أن المنصة الإلكترونية تعتمد في مبيعاتها وتعاملاتها على السبائك أي الذهب والفضة الخام، والذي يمتاز بأنه سوق حر ومفتوح للجميع، بينما تعتمد السوق المحلية على المشغولات الذهبية وما يرغبه المستهلكون من تصاميم فنية يحبون اقتناءها، ولا أعتقد أن للمنصة علاقة مستقبلاً ببيع المشغولات والمصاغ الذهبي والفضي.
وحول استفادة التجار من هذه المنصة قال صالح بأن الاستفادة ستعم الجميع سواء أكانوا تجاراً أم مواطنين، خاصة وأنها سوق مفتوحة للجميع، ومن لديه خبرة بمجال تداولات الذهب والفضة فستكون الفرصة متاحة أمامه للشراء أو البيع أو المضاربة، كما يحدث في سوق أسهم الشركات بالبورصة، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية أن تفتح هذه المنصة الإلكترونية للذهب والفضة باباً جديداً للشراء عبرها كونها شركة محلية من المتوقع أن تمنح امتيازات للتجار المحليين، وكذلك آفاقاً جديدة للتجارة الإلكترونية بواسطة الذهب والفضة اللذين نمتلك فيهما خبرة طويلة.
وأوضح صالح حول ثقة التجار بمثل هذا النوع من التجارة الإلكترونية ونسب مخاطرها أن كل تجارة مهما كانت تتضمن نسب مخاطرة سواء أكانت عالية أو منخفضة، فالتجارة ليست ربحا فقط وإنما خسارة أيضاً، وعليه لابد على المتداول بمثل هذه الأنواع من التجارة أن يكون خبيراً بها، وعارفاً بخباياها، أما بالنسبة للثقة فمن المؤكد أن الشركة الوليدة ستكون محط ثقة الجميع، كونها شركة محلية وتخضع للرقابة الحكومية، ومن الطبيعي أن يكون لديهم رأسمال ضخم يمكنهم من فتح مثل هذه المنصة التي ستكون عالمية.
دورات متخصصة
بينما أكد أحد تجار الذهب أن المنصة الإلكترونية الجديدة ستكون محط اهتمام الجميع مع إطلاقها بشكل رسمي، واختبار الناس للتداول عبرها، لكن في الوقت نفسه حذر من مخاوف من نسب المخاطر العالية التي تتضمنها هذه التجارة الجديدة عبر الإنترنت، خاصة لاعتمادها على البورصة العالمية للذهب والفضة، ولذلك نتمنى وجود دورات متخصصة من قبل الشركة نفسها للتجار الراغبين بخوض غمار هذه التجربة الجديدة، وتعليمهم كيفية التداول الصحيح عبر الإنترنت، وتحميهم بذلك من الوقوع في شرك المخاطرات غير المحسوبة النتائج.
واضاف أعتقد أن هذا الأمر سيصب في النهاية بمصلحة المنصة نفسها، ويزيد من مصداقيتها بين الناس، ويعزز الثقة بجدوى هذه العملية الاستثمارية الجديدة، سيما وأن التداول الإلكتروني حديث العهد في قطر، وستكون هذه المنصة الأولى بمجال عملها، ولذلك تتطلب اهتماماً من القائمين عليها بتعريف الجمهور بمختلف التفاصيل الخاصة بهذا التداول، فضلاً عن عدم قيام المنصة الجديدة بمضاربات على سعر الذهب العالمي كي لا تسبب خسائر للتجار غير متوقعة.
سوق مفتوحة
وأخيراً أكد عبدالحافظ الصلاحي بأن إطلاق منصة إلكترونية لتجارة الذهب والفضة عبر الإنترنت أمر مرحب به، خاصة وأنها المرة الأولى التي تدخل فيها قطر هذا العالم المالي الحديث نسبياً، لكن أعتقد أنه لنجاح هذه الفكرة لابد أن يرافقها سوق مفتوحة للذهب، فضلاً عن مكاتب لشركات وساطة عالمية لخلق المنافسة بهذا المجال، إلى جانب توافر مصانع محلية خاصة بتصنيع السبائك الذهبية والفصية بغية عدم الاعتماد على استيرادها أو شرائها من الخارج، وبالتالي زيادة في التكلفة على أصحاب الشركة أو على المستثمرين والتجار والمتداولين.
وأشارعبدالحافظ إلى أنه لم تأت بجديد إن لم تتوافر متطلبات السوق المفتوح، خاصة وأن الذهب والفضة الخام بغالبيته يأتي من دبي، وعلى اعتبار أن هذه المنصة ستكون تابعة لمركز دبي المالي العالمي فإن الأمر سيبدو وكأنه نشتري ونتداول من دبي ولكن عبر وسيط محلي، بينما إن تم افتتاح مكاتب لبيع الذهب الخام بالجملة، فسيكون هناك حتماً طلب كبير على الذهب من خلال هذه المنصة، وعبر منصات إلكترونية أخرى، وربما يدخل الذهب إلى البورصة المحلية كاستثمار اقتصادي متاح للجميع، أما من ناحية واقعها الحالي فأعتقد أنه سيكون البيع والشراء والتداول عن طريق دبي عبر وسيط محلي لاغير، ونحن كتجار للذهب نشتري ذهبنا الخام من دبي فلا أعتقد أنه سيكون هناك فرق أو تأثير على التاجر المحلي، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية أن تحقق المنصة الجديدة لتداول وبيع الذهب والفضة إلكترونياً نجاحاً في حجم التداولات من قبل المستثمرين والمواطنين الذين سيرون في هذه التجارة الجديدة فرصة مهمة لهم لتجربتها أو ربما لجني أرباح سريعة من عمليات المضاربة والشراء والبيع لتحقيق الفائدة من أسعار الذهب والفضة عالمياً، لافتاً إلى أن هذا الأمر أيضاً بحاجة لسوق مفتوح لضمان تحقيق النجاح في قيم التداولات مستقبلاً، بحيث لا تبقى محدودة النطاق.
وحول تضمن هذه التجارة نسب مخاطر فأكد عبدالحافظ أن الربح والخسارة مبدأ التجارة عموماً، وبالتالي لا أعتقد أن نسب المخاطر تختلف في التداول عن طريق الإنترنت وشراء للذهب والفضة وبيعه إلكترونياً عن شرائه وبيعه بالسوق المحلية بالطريقة التقليدية المعتادة، فكلا الأمرين معرضان للربح والخسارة، سيما وأنها صفقات تجارية تعتمد على أسعار البورصة للذهب عالمياً، وتعتمد أيضاً على مدى خبرة المستثمر والمتداول لأسعار الذهب والفضة.
وحول تأثير وجود هذه المنصة على التجار وحركة الذهب في السوق المحلية أوضح عبدالحافظ بعدم وجود أي تأثير لهذه المنصة على السوق المحلية لكونها منصة متخصصة ببيع وشراء وتداول السبائك الذهبية والفضية وعبر الإنترنت، وهذا مجال عمل آخر عن عملنا الذي ينضب في بيع وشراء وتصنيع المشغولات والمصاغ الذهبي والفضي، ولا نعلم إن كانت ستدخل هذه المنصة في شراء وبيع المصنوعات الذهبية والفضية، وبالتالي نحن نرحب بهذه الفكرة التي نرى إمكانية تطبيقها ونجاحها في قطر، خاصة أن العالم أجمع يعتمد اقتصاده اليوم على الحكومات الإلكترونية، والبورصات والأسواق المفتوحة، متمنين في الوقت نفسه أن يكون وجود مثل هذه المنصة الإلكترونية لتداول الذهب والفضة إضافة جديدة للمشروعات الاقتصادية المحلية التي تضع قطر في قائمة الدول المتطورة اقتصادياً في العالم.