رئيس الغرفة التجارية العربية الأمريكية:
قطر تبني اقتصادًا للجيل المقبل
تطوير البنية السياحية ومونديال 2022 .. واقتصاد المعرفة أهم الركائز
العلاقات القطرية الأمريكية قوية .. وحجم التجارة 4 مليارات دولار
بن طوار: نسعى لتشجيع وبناء شراكات ناجحة بين الجانبين
سلامة: شركات أمريكية تساهم في إنشاء ملاعب المونديال
كتب - عبد اللاه محمد:
أكّد ديفيد حمود رئيس الغرفة التجارية العربية الأمريكية أن قطر تبني اقتصادًا للجيل القادم من خلال طرح بدائل اقتصادية وعدم الاعتماد فقط على النفط والغاز.. مشيرًا في هذا الصدد إلى تطوير البنية التحتية لقطاع السياحة واستضافة كأس العالم 2022، خاصة تطوير المجتمع القائم على المعرفة. جاء ذلك خلال اللقاء المشترك لغرفة قطر والغرفة التجارية الأمريكية العربية الوطنية حضره كل من سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس الغرفة والدكتور حسين العبدالله الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار وعدد كبير من رجال الأعمال في البلدين.
وأشاد السيد ديفيد حمود رئيس الغرفة التجارية العربية الأمريكية خلال حديثه بدولة قطر التي شهدت تطورات وتغيرات كبيرة خلال العقد الأخير في شتى القطاعات خاصة الاقتصادية، مؤكدًا أن العلاقات القطرية الأمريكية وطيدة منذ القدم في العلاقات التجارية وأصبحت اليوم أكثر قوة وتقاربًا، مشيدًا بالعلاقات التي تربط الغرفة بالمؤسسات القطرية التي تأتي على رأسها وزارة الاقتصاد والتجارة وغرفة صناعة وتجارة قطر، مع السعي الدائم إلى بناء علاقات قوية بين الطرفين وطرح برامج مفيدة. وأكد ديفيد حمود، الرئيس والمدير التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية العربية الوطنية بالقول: "تخطو قطر خطوات مهمة في انتقالها من اقتصاد قائم على النفط إلى مجتمع قائم على المعرفة. و قد قطعت شوطًا طويلاً في فترة قصيرة بجهودها لتهيئة مواطنيها للتحديات وفرص القرن الحادي والعشرين.
وقال حمود إن جهاز قطر للاستثمار قد فتح مكتبًا في واشنطن وكذلك الخطوط الجوية القطرية التي تعمل بشكل مباشر مع المدن الأمريكية الكبرى وهو ما يساهم في تسهيل عملية الاستثمار في البلدين..
ويرافق رئيس الغرفة الأمريكية العربية وفد من أصحاب الأعمال الأمريكيين يختص في قطاعات مختلفة منها: الزراعة، الطاقة، الغاز والنفط، الخدمات الاستشارية، الرياضة، البنوك، الدفاع والأمن، التكنولوجيا الخضراء، الإعلام، النقليات، البناء والهندسة، التعليم، الصحة، التطوير العقاري والسياحة.
حجم التجارة
وعن حجم التجارة القطرية الأمريكية قال: بلغ حجم التجارة القطرية الأمريكية في آخر إحصائية ما يقارب 4 مليارات دولار، وتعتبر قطر من أكبر عشر دول التي تستورد من أمريكا، خاصة من ولاية واشنطن والصادرات عبارة عن طائرات البوينج والزراعة والمواد الغذائية والملابس والآلات وأجهزة الحاسب ومواد كيميائية وغيرها، وتعد قطر من بين خمس دول التي تتصدر أمريكا أكبر صادراتها، وبقية الدول: السعودية والإمارات ومصر والعراق.
وأضاف: حافظت أمريكا على علاقاتها الوطيدة مع دول الخليج العربي من خلال فتح قنوات التواصل بكل جدية وشفافية، لتتشكل حلقة وصل رائعة لمجال الأعمال، خاصة أن دولة قطر بذلت مجهودات كبيرة كان آخرها فوزها باستضافة كأس العالم 2022 والتي سيحقق طفرة اقتصادية غير مسبوقة في الدولة وتاريخها، إنها رؤية واضحة نابعة من أشخاص لديهم كفاءات، وأن ما يميز الدولة هو القطاعات النفطية والغاز الطبيعي
اقتصاد المعرفة
وقال حمود إن قطر تبني ركيزة الاقتصاد القطري للجيل القادم للعقدين القادمين، والحكومة القطرية تطرح البدائل الاقتصادية وعدم الاعتماد فقط على النفط والغاز، من خلال تطوير البنية التحتية لقطاع السياحة واستضافة كأس العالم 2022، خاصة أن الدولة قامت بأعمال جبارة من خلال تطوير المجتمع القائم على المعرفة. وأضاف :"نرى الجيل القطري الشاب خارج قطر ومحاولتهم المتواصلة للتنويع والتنمية من أجل بناء اقتصاد قطر، كالمجهودات التي تقوم بها السيدة حصة الجابر، وتطويع التقنيات والتكنولوجيا لتدريب الشباب القطري الطموح، وبالرغم أن عدد المواطنين غير هائل إلا أن بجهودهم الكبيرة يستطيعون أن يكونوا قادة."
إلى ذلك، أكد السيد محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر أن دولة قطر تتمتع حاليًا بتنمية اقتصادية شاملة قائمة على تطوير مواردها من الطاقة ودعم السياسات المالية.. وبفضل هذه السياسات، أصبح الاقتصاد القطري واحدًا من أكثر الاقتصادات نموًا في جميع أنحاء العالم.
وقال في كلمة أمام وفد من غرفة التجارة الأمريكية العربية يزور قطر حاليًا، إن ذلك يخلق الأجواء المناسبة لتنفيذ العديد من الأنشطة لفائدة الاقتصاد الوطني، وفي الوقت نفسه تشجيع وبناء شراكات ناجحة وتوسيع نطاق التعاون الفعال بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم من دول العالم المختلفة.
واعتبر الزيارة الحالية للوفد الأمريكي مناسبة جيدة لمناقشة وإقامة تعاون جيد بين البلدين الصديقين، مؤكدًا حرص المسؤولين في غرفة قطر على تعزيز التعاون مع رجال الأعمال الأمريكيين في جميع المجالات خصوصًا أن العديد من الشركات الأمريكية تتمتع بسجل حافل في تنفيذ الكثير من المشاريع ولها سمعة كبيرة في قطر.
وأضاف إن السوق القطري استطاع جذب رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم للاستثمار والقيام بأعمال تجارية خاصة في هذه الفترة التي تشهد التحضير والاستعداد لنهائيات كأس العالم 2022.
وأعرب عن أمله في أن تحقق الزيارة النتائج المرجوة وأن تكون مثمرة لكلا الجانبين، خصوصًا أن دولة قطر لا تدخر أي جهد لتحقيق الأهداف المرجوة من مثل هذه الزيارات.
المشاريع المشتركة
أما السيد أمين سلامة نائب رئيس الغرفة الأمريكية فقد تحدث عن المشاريع القادمة بين البلدين قطر وأمريكا وقال إنه ستكون هناك شركات أمريكية ستساهم في إنشاء الملاعب القطرية لمونديال 2022، وفي بناء مطار الدوحة الدولي الجديد، وتمنى المشاركة في بناء السكة الحديد التي ستتكون من عدد كبير من المحطات، والشركات الأمريكية تساهم في مشاريع التطوير في قطر وهي متخصصة في: الخدمات والإدارة، وهي تعمل بمهنية عالمية.
وعن الشركات الصغيرة والمتوسطة الأمريكية أشار ديفيد حمود إلى أن هناك 25 ألف شركة صغيرة ومتوسطة تنظم لغرفة التجارة العربية الأمريكية، ولكن سلامة تعجب أن بعض الدول العربية تتبنى مشروعات لشركات صغيرة ومتوسطة بشراكات تصل إلى 5 مليارات دولار، إلى جانب تنفيذ أعمال مقاولات من الباطن، فيجب أن تصحح هذه الفكرة ويكون حجم الشركة وعدد أفرادها مناسبًا جدًا لرأس المال
تابع: هناك برامج مشتركة بين قطر وأمريكا لتبادل الخبرات للتعرف على تجارب الشركات الأمريكية، لذا حرصت الغرفة على طرح ورش العمل والمحاضرات، ويفترض أن يدخل السوق القطري بشركاته وينقل تجربته للشركات الأمريكية، لتكون الخبرة متبادلة وتصحيح المفاهيم والأخطاء، من أجل التطوير، وفي يناير القادم ستقدم غرفة التجارة عروضًا عن التقنيات المتطورة في لاس فيجاس عن استهلاك الإلكترونيات وهو أكبر عرض من نوعه في الولايات الأمريكية، وهذه دعوة للجميع للحضور والمشاركة، خاصة أن هذا الحدث له علاقة بالشركات الصغيرة والمتوسطة وسينعكس إيجابيًا على مشاريع 2022 القطرية، كما لابد أن يستفيد الجانب القطري من الجالية الأمريكية وطريقة عملها فهناك الكثير من الأمريكان ذوي الأصول العربية من أثبتوا نجاحهم في مجال الأعمال، سواء سيدات أو رجال أعمال، فالكل أثبت نجاحه بعد منافسة صحية في سوق الأعمال.