افتتح القمة الثامنة لتجارة غاز البترول المُسال .. د. السادة :
11 مليون طن صادرات قطر من سوائل البترول
نصف مليون طن إضافية عند بدء إنتاج مشروع برزان عام 2014
تطوير حقل بوالحنين يرفع إنتاج النفط ويُضيف الإيثان والبوروبين والبوتان
كتب - طارق الشيخ:
بدأت أمس بالدوحة أعمال القمة الثامنة لتجارة غاز البترول المُسال التي افتتحها سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة وسط حضور عدد كبير من ممثلي الشركات العالمية وكبار المسؤولين في قطر للبترول والشركات التابعة لها. وتضمّن حفل الافتتاح جلسة نقاش شارك فيها السيد سعد عبد الله الكواري، الرئيس التنفيذي لشركة تسويق، والسيد ايان تايلر، رئيس مجموعة فيتول، والسيد مايكل كونوي، رئيس شركة شل العالمية للتجارة والشحن (ستاسكو).
وقد استحوذ الحوار حول ثورة الغاز الصخري والنفط الصخري في أمريكا الشمالية وتأثيراتها على صناعة الطاقة عامة وهذه الصناعة تحديدًا، على حيّز كبير من الكلمات التي قدّمت وفي المُداخلات المختلفة .
وفي كلمته تطرّق د. محمد السادة لثورة الغاز في أمريكا وفي كندا كما تناول بشكل مفصّل تطورات صناعة غاز البترول المُسال في قطر والتحديات التي تواجه الصناعة عالميًا.
وتناول التطورات العالمية التي تحدّد ملامح صناعة الغاز الطبيعي والتي تؤثر في آلية العرض والطلب بالأسواق في مختلف أنحاء العالم. كما تطرّق للتحديات الرئيسية التي تواجه صناعة غاز البترول المُسال. مؤكدًا على استمرار الجهود لتعزيز موقع قطر التنافسي كمورّد للطاقة.
وقال: إن قمة العام الحالي تكتسب أهمية عالية لصناعة غاز البترول المُسال وتخاطب آخر التطورات والتأثيرات التي يواجهها المنتجون في العالم. وتطرّق إلى التطورات التي تصوغ صناعة الغاز العالمية اليوم والتحديات التي تواجهها ..
وقال: إن الصورة العامة لم تكن متحرّكة كما ينبغي العام الماضي. فقد نما استهلاك الطاقة عالميًا بنحو 1.8% مقارنة مع 2.4 % في العام السابق له. فيما نما استهلاك الغاز الطبيعي عالميًا بنسبة 2.2 % فقط عام 2012. وأضاف: إن هذه الأرقام تُخفي قدرًا كبيرًا من حركة السوق في مختلف أنحاء العالم.
وتناول د. السادة تأثيرات الصعود في إنتاج الغاز الصخري في أمريكا الشمالية، مشيرًا إلى أنه ساعد على خفض أسعار الغاز في السوق المحلية هناك، كما حفّز الانتقال إلى استخدام الغاز الطبيعي في قطاع توليد الطاقة. مشيرًا إلى توقعات الاقتصاديين الأمريكيين بانخفاض أسعار الغاز الذي سيدعم الملاك بتوفير حوالي 113 بليون دولار سنويًا. وقال: إن كندا تمضي في تنفيذ 6 مشاريع على الساحل الغربي لتصدير الغاز الطبيعي وهي الآن في مراحل متفاوتة في التنفيذ والتطوير. مضيفًا أن التقدّم بها يعتمد على إنجاز البنيات التحتية المطلوبة والترتيبات التجاريّة وغيرها من موارد يتطلبها إيصال الغاز الكندي إلى الأسواق العالمية.
وأشار د. السادة إلى التطورات في أوروبا حيث هبط استهلاك الغاز الطبيعي العام الماضي بنسبة 3.6 % ، وعلى الرغم من سياسات الطاقة والمناخ المتشدّدة فإن واردت أوروبا من الفحم الحجري قد ارتفعت على نحو كبير بلغ 23 %. وذلك بسبب اتجاه الكثير من الجهات في أوروبا إلى إغلاق المصانع الحديثة التي تحرق الغاز واستبدالها بإحراق الفحم الرخيص بدلاً عنها.
وتطرّق إلى السوق الآسيوية التي وصفها بأنها تقف وراء النمو في الطلب على الطاقة عالميًا، وأن الاقتصادات الآسيوية، مدفوعة بالنمو الاقتصادي والزيادة السكانية، اتجهت ليس فقط الى مزيد من الطلب على الطاقة وإنما الطاقة النظيفة والأكثر مرونة. لافتًا إلى ما أوردته وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير لسنة 2013 والذي نشر مؤخرًا بشأن الصين باعتبارها المصدر في الزيادة على الطلب في العقد الراهن. وتوقع التقرير أن الهند سوف تتفوق على الصين في ناحية نمو الطلب بحلول عام 2022 ولتصبح المصدر الرئيسي في النمو. وقال: إن كلاً من الصين والهند قد زادتا من حجم وارداتهما من الغاز المُسال وكذلك عبر شبكة الأنابيب، ما يزيد من الواردات خلال السنوات القادمة.
وتحدّث د. السادة عن تطوير صناعة غاز البترول المُسال القطرية خاصة في العقد الأخير. موضحًا أن قطر تعتبر أحد أكبر مصدّري سوائل البترول في العالم بكمية تقدّر بحوالي 11 مليون طن سنويًا. مضيفًا أن كمية تقدّر بنصف مليون طن من سوائل البترول سنويًا يتوقع أن تضاف عند بدء إنتاج مشروع برزان عام 2014. وقال: إن كميات إضافية من غاز البترول المُسال يتوقع أن تأتي من تطوير حقل بوالحنين للنفط والذي لن يرفع من إنتاج النفط وحسب وإنما سيُضيف كميات مهمة من الإيثان والبوروبين والبوتان.
معبّرًا عن فخر دولة قطر لأنها مصدر عالمي مهم للطاقة ورائدة في صناعة الغاز العالمية.
وقال السادة: "لقد أعلنّا مؤخرًا عن اكتشاف حقل بحري جديد في حقل الشمال عند المربع الرابع بكمية تقدّر بحوالي 2.5 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. مضيفًا أن هذا يعتبر أول اكتشاف جديد لقطر منذ 42 سنة ونتيجة لأربعة أعوام من أنشطة الاستكشاف المكثفة.
وتحدّث عن مستقبل صناعة غاز البترول المُسال والتحديات التي تواجهها هذه الصناعة، وقال إنها تتطلّب درجة عالية من الالتزام والتعاون بين مختلف اللاعبين في هذه الصناعة بُغية إيجاد الحلول العملية. مضيفًا أن هذا المؤتمر مؤهل لتقديم حلول ناجعة لهذه التحديات.
المؤتمر يُعقد على مدى ثلاثة أيام في فندق سانت ريجيس الدوحة حتى 20 نوفمبر، وكان قد عقد لآخر مرة في الدوحة عام 2009 .
إلى ذلك افتتح وزير الطاقة والصناعة المعرض المُصاحب للقمة العالمية وقام بجولة تفقدية في أقسامه المختلفة.