بدعم من قطاع البنوك
10 % نموًا متوقعًا لأرباح الشركات في 9 أشهر
مستثمرو البورصة يترقبون نتائج الشركات
المحافظ الأجنبية تعود للشراء ونشاط في السيولة
اقتصاديون: استقرار السوق مرتبط بنتائج الشركات الإيجابية
الدرويش: السوق يترقب نتائج الشركات الربيعية
أبو حليقة: مشاريع البنية التحتية تعزز ربحية الشركات
الدوحة – طوخي دوام:
توقع محللون ماليون واقتصاديون نمو أرباح شركات البورصة بنسبة قدرها 10 في المائة خلال التسعة أشهر من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وسط تباين كبير في نتائجها.
ويرى الخبراء أن أرباح الشركات التي أعلنت عن نتائجها الربعية حتى الآن، تعزّز التوقعات بمواصلة نمو أرباح الشركات في ظل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تشهدها قطر الفترة الحالية، رغم انخفاض وتيرة الأرباح في الكثير من الشركات عن المتوقع له، وعزا المحللون انخفاض الأرباح لقيام الشركات بزيادة نسبة المخصصات المالية.
وقال المحللون إن المستثمرين بالسوق يترقبون انتهاء الشركات من الإعلان عن نتائج الربع الثالث، لتحديد اتجاهاتهم الاستثمارية قبل نهاية العام، وسط تحول متوقع للمراكز بعد تغير سلوك المتعاملين من شركات المضاربة إلى الشركات الاستثمارية مع توقعات حركة بطيئة بقطاعات السوق. وأكدوا أن إعلان أرباح الشركات يعتبر أهم المؤثرات الفعّالة على التداولات خلال الأسابيع المقبلة، والتي بالتأكيد ستكون معيارًا جيدًا لتحديد الاتجاه لمعظم شركات السوق القيادية.
وتوقع المحللون أن تدفع نتائج الشركات القيادية مؤشر السوق لمواصلة الارتفاع، بعد أن عززت عمليات "شراء استباقية" قام بها مستثمرون ومؤسسات لأسهم القيادية ومنتقاة، من مكاسب البورصة قبل إعلان الشركات عن أرباحها، رغم تراجع مؤشر السوق بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة قدرها 0.73%، وذلك بعد إنهائه آخر جلسات الأسبوع عند مستوى 9652 نقطة مقارنة بإقفاله نهاية الأسبوع السابق له عند مستوى 9723 نقطة، بخسارة قدرها71 نقطة.
وقالوا في تصريحات لـ الراية الاقتصادية: إن موسم إعلانات نتائج الشركات عادة ما تشهد فترة تجميع وعودة للسيولة والقوى الشرائية من جديد، بعد أن شهدت الفترة الماضية تراجعًا نسبيًا للتداولات، مشيرين إلى أن السوق قد يشهد عودة للسيولة والقوى الشرائية من جديد عقب انتهاء عطلات عيد الأضحى، بعد أن سجلت التداولات انخفاضا واضحا الفترة الماضية.
وقال المحللون إن بورصة قطر سوف تواصل مسارها الصاعد على المدى متوسط الأجل بدعم من حالة التفاؤل السائدة في السوق حول نتائج أعمال الشركات التي تشير الإحصاءات إلى أنها مبشرة وتساعد بشكل كبير المؤشر على تخطي حاجز الـ 10 آلاف نقطة مرة أخرى .. إلا أن البعض يرى أن درجة التفاعل ما بين المستثمرين والأخبار المتعلقة بنتائج أعمال الشركات لا تزال محدودة وهو ما قد يؤدي إلى الحد من آثارها على تحركات الأسهم سواء جاءت إيجابية أو سلبية، ويتوقع المحللون استمرار المضاربة على الأسهم الصغيرة وأسهم شركات التأمين التي شهدتها السوق خلال تداولات الأسبوع المنصرم.
ولفتوا إلى أن تعاملات الشهر الحالي قد تشهد نوعًا من التذبذب في الأداء لأن هذا الشهر يشكل عادة مرحلة ترقب وانتظار لاستشراف ما سيكون عليه مستوى الأداء داخل السوق الفترة المقبلة، وتوقعوا أن تبدأ الأسهم المحلية مرحلة انتعاش جديدة، مستندين في توقعاتهم إلى عدة عوامل محلية وخارجية، كما توقعوا أن يتخطى مؤشر السوق حاجز الـ 10 آلاف نقطة بفضل تزايد معدلات دوران السيولة المحلية.
ولم يستبعد المراقبون تجاوز البورصة لمستوى 9700 نقطة بنهاية هذا الأسبوع. وأوضحوا أن رحلة صعود البورصة للتأسيس فوق حاجز 9600 نقطة استكمالاً لمسيرة الارتفاع ستتخللها حركة تصحيحية بمثابة استراحة محارب لالتقاط الأنفاس فيما يبدو أول حاجز مقاومة يواجهه المؤشر عند مستوى 9700 نقطة وهو حاجز يبدو السوق قادراً على اختراقه وصولاً إلى مستوى 10 آلاف نقطة بنهاية الربع الأول من العام المقبل، مستبعدين أي حركات تصحيحية عنيفة فالتصحيح سيحدث ولكن بطريقة خفيفة.
وأوضحوا أن ساحة التعاملات بدأت تشهد عودة قوية للمستثمر القطري الذي فضل مراقبة السوق عن بعد خلال الفترة الماضية دافعه في ذلك ارتفاع أحجام التداول لمستويات مطمئنة منوهين بأن التحسن الهادئ الذي حققه السوق خلال اليومين الماضيين يشير إلى إمكانية استمراره في الانتعاش بشكل أكثر ثباتا واستقرارا خلال الأيام المقبلة. وأكدوا أن الارتفاع المتحقق على المؤشر والتعاملات كان لابد أن يكون أكثر قوة بينما عزا مراقبون انخفاض حدة الارتفاع إلى عدد من العوامل أهمها قيام بعض المضاربين بعمليات جني أرباح بنهاية الجلسة.
الظروف الخارجية
وقال المحللون: إن الأسواق المحلية غير مستقرة لعوامل خارجية عديدة، وهذه العوامل تلقي بظلال من القلق والخوف على قرارات المستثمرين، وأشاروا إلى أن ظروف السوق جعلت المستثمر لا يهتم بنتائج الأعمال لأن الظروف الخارجية أصبحت المتحكم الرئيسي في حركة التعاملات، وأشاروا إلى أنه يجب أخذ جميع المتغيرات الاقتصادية والسياسية بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار الاستثماري الصائب، حيث إن أسواق المال عامة تتفاعل مع تلك المتغيرات ويتم التعامل معها بحسب الآثار الناجمة عنها سواء كانت إيجابية أو سلبية وهذا يستدعي وعياً من قبل المستثمر لأهمية الاحتفاظ بالأسهم لهدف استثماري بحت ومستمر يجنبه خسارة مفاجئة وعميقة.
وطالبوا المستثمرين بزيادة الاستثمار في السوق ومراقبة ومتابعة نتائج الشركات، واعتماد معايير متعدّدة أثناء قيامهم بتحليل الأداء النصف سنوي للشركات منها نمو المبيعات سواء من ناحية القيمة والحجم إضافة إلى حجم المخصصات ومستويات المخزون ونسبة التكلفة إلى المبيعات والأرباح المحققة.
مشاريع البنية التحتية
في البداية قال المستثمر محمد بن سالم الدرويش إن الجميع هنا في السوق يترقب إعلان باقي الشركات عن نتائجها المالية، خاصة بعد إعلان بنك قطر الوطني عن نتائجه المالية المتميزة، مشيرا إلى أن نتائج البنك تعطي دلالات قوية على اتجاه باقي نتائج الشركات من حيث الربحية "على حد قوله".
وأضاف: من المتوقع أن تسجل الشركات نموا في أرباحها بنسب تتراوح بين 8 و10 في المائة استناداً إلى أرباح الشركات التي أعلنت عن نتائجها حتى الآن، وعزا استمرار نمو أرباح الشركات لعدة أسباب أولها قوة الاقتصاد القطري وتحقيقه لنسب نمو عالية، وخطط الإنفاق على البنية التحتية وكذلك مشاريع المونديال، بالإضافة إلى تحقيق الشركات لنسب نمو تجاوزت 11% في النصف الأول من هذا العام، كل ذلك يصب في خانة استمرار الشركات في تحقيق أرباح متميزة، مشيرا إلى أن قطاع البنوك يأتي على رأس القطاعات المتوقع لها تحقيق ربحية في الربع الثالث، مستفيدا من تمويل مشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى تحسن نوعي في الاقتصادات العالمية وتحرك أسعار النفط كل ذلك سيكون له مردود إيجابي على نتائج قطاع الصناعة. وأوضح أنه من شأن ظهور نتائج الأعمال بصورة إيجابية استمرار الاتجاه الصعودي للمؤشر الرئيسي للبورصة على المديين القصير والمتوسط.
وحول مدى تأثير نتائج أعمال الشركات عن الربع الثالث على مجريات التداول بالبورصة قال الدرويش: إن نتائج الشركات عن الربع الثالث ستدعم بكل تأكيد من ارتفاع البورصة ليتخطى مستوى 10 آلاف نقطة، كما تعزز نتائج الشركات الجيدة ثقة المستثمرين بالأسهم المحلية ولكن التأثير الأكبر سيكون من اتجاهات الأسواق العالمية.
ارتفاع السيولة
وأضاف: كلما اقتربنا من موسم إعلان النتائج ترتفع السيولة، وتزداد عمليات المضاربة على أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة، مشيرا إلى أن هناك توقعات بأن تحقق معظم البنوك والشركات الرئيسية في قطاع الخدمات نتائج قوية في الربع الثالث إلى جانب قطاع الخدمات الذي يشهد نمواً في الطلب بسبب الإنفاق الحكومي على البنية التحتية.
وحول تأثر السوق بعمليات الشراء التي تقوم بها المحافظ الأجنبية هذه الفترة قال الدرويش: إن عمليات التجميع التي قامت بها المحافظ الأجنبية الأسبوع الماضي تعد أمرًا إيجابيًا وتعكس ثقة هذه المحافظ في الاقتصاد القطري وهو ما عزز من ارتفاع المؤشر.
دخول سيولة جديدة
من جانبه قال المستثمر يوسف أبو حليقة إن الآمال معقودة على توجه سيولة جديدة للسوق في ظل الأجواء الإيجابية التي شهدها السوق في الأسابيع الأخيرة وكذلك انتظار المستثمرين لنتائج الشركات للربع الثالث في تحقيق أرباح ومكاسب إصافية للمستثمرين الذين عانوا من ضعف التداولات بالبورصة والتي لم يتجاوز متوسطها اليومي 150 مليون ريال مقابل معدلات كانت تتجاوز نصف مليار ريال في الفترات السابقة.
وأشار إلى أن تعاملات البورصة تأثرت بشكل كبير في بداية الشهر الماضي بحالة التراجع التي عاشتها أسواق المال العالمية والعربية وسط ضغوط بيعية من المستثمرين ولكن سرعان ما عادت البورصة للارتفاع من جديد مدعومة بالعديد من الأخبار الإيجابية سواء على المستوى الاقتصادي الكلي للبلاد أو على مستوى قطاع السوق المالي وهو ما بعث مؤشرات طمأنينة وتفاؤل للمستثمرين دفعتهم إلى الدخول للسوق المالي مجددا.
ضعف أحجام التداول
وأكد أبو حليقة أن بورصة قطر بها جميع مقومات تحقيق أداء أفضل على صعيد الأسعار وأحجام التداول لتعود إلى معدلات تليق بها كواحدة من أكبر الأسواق الناشئة، وإن كانت أزمة الثقة لا تزال تخيّم على أداء السوق وتحجب السيولة عن قاعات التداول.
واعتبر أن ضعف أحجام التداول بالبورصة في الفترة الماضية له إيجابياته والتي تتمثل في عدم رغبة المستثمر بالسوق في البيع يقينا منه بأن الأسعار الحالية متدنية ورخيصة مقارنة بالقيم الحقيقية للأسهم وهو ما سيعزز أي فرص لصعود السوق في الفترة المقبلة.
وقال أبو حليقة: إن المستثمرين بالسوق يأملون في حدوث انتعاشة للسوق خلال الأيام المقبلة بعد الركود الذي عانت منه السوق طوال الأسابيع الماضية، متوقعا حدوث صعود قوي للسوق هذا الأسبوع في حال قدرة مؤشرها الرئيسي على المحافظة على مستوى 9700 نقطة.
تحسن أداء البورصة
ووافقه الرأي المستثمر عبد الله السلولي وأضاف: إن السوق يترقب إعلان نتائج الأعمال الربعية للشركات والتي تشير التوقعات إلى أن أغلبها سيكون قويا، وتوقع تحسن أداء البورصة بدعم من بدء الإعلان عن نتائج الأعمال الربعية للشركات والتي ستكشف عن العديد من المؤشرات والتي ستبلور الاتجاه نحو الارتفاع، ولفت إلى أن الأرقام تؤكد وجود عمليات شراء قوية يقوم بها المستثمرون الأجانب في اتجاه لاقتناص فرص هبوط الأسعار التي تراجعت كثيرا عن قيمها العادلة على الرغم من توقعات نتائج أعمالها الإيجابية.
إن السوق القطري استفاد من قوة الاقتصاد القطري وإن كان مازال بعيدًا عند أداء الشركات العاملة في السوق والتي من المتوقع أن تحقق نسب نمو في أرباحها تتجاوز 10% عن العام الحالي، وأكد أن السوق بانتظار مزيد من الأخبار الإيجابية لمواصلة ارتفاعه.