154 مليار ريال مكاسب السوق منذ بداية العام
بورصة قطر أفضل أسواق المنطقة في 2014
مستويات تاريخية لبعض الأسهم ومخاوف من تضخم في الأسعار
ارتفاعات قياسية للمؤشر والتداولات تتخطى المليار ريال
تدفق السيولة الأجنبية عزز من ارتفاع السوق
خبراء: عمليات التهدئة ضرورية لمواصلة ارتفاع السوق
اقتصاديون: عمليات جني الأرباح أمر صحي لأسواق المال
عبدالله: نتائج الربع الأول سيكون لها تأثير كبير على حركة التداولات
الدرويش: ارتفاع بعض الأسهم خلق فجوات سعرية
الدوحة - طوخي دوام:
حققت بورصة قطر مكاسب قياسية بلغت نسبتها أكثر من 19% منذ بداية العام تصدرت بها قائمة أفضل أسواق المنطقة من حيث الأداء، بعد أن أسهمت معدلات السيولة المتدفقة في تحقيق ارتفاع تاريخي لمؤشر السوق اخترق به العديد من مستويات المقاومة ليصل لأعلى مستوى له منذ يونيه 2008.
وسجلت القيمة السوقية للشركات المدرجة في البورصة أعلى مستوى في تاريخها، لتصل إلى 709 مليارات ريال أمس مقابل نحو 555 مليار ريال في نهاية العام الماضي لتسجل مكاسب قدرها 154 مليار ريال، كما أن العديد من أسهم الشركات المدرجة في البورصة سجل مستويات تاريخية لما يصلها من إدراجها في السوق.
وأرجع المتعاملون في السوق هذا الارتفاع إلى الإعلان عن أكبر موازنة في تاريخ قطر بالإضافة إلى قرب انضمام البورصة إلى مؤشر الأسواق الناشئة وهو ما كان له أثر إيجابي في تدفق سيولة جديدة للسوق، وقالوا: إن استمرار تحسن المزاج الاستثماري في البورصة ساهم في زيادة النزعة الشرائية من شريحة واسعة من المستثمرين تتقدمهم المحافظ الأجنبية ما دفع مؤشرات السوق إلى مزيد من التحسن.
وأشاروا الى أن تدفق غالبية السيولة كان نحو الأسهم الصغيرة التي مازالت تشكل الوجهة الرئيسية للنشاط، خصوصًا مع ارتفاع منسوب الثقة في البورصة مع الزيادة الواضحة في معدلات السيولة المتداولة على الأسهم المدرجة، دون إغفال التحسن الملحوظ في نشاط الأسهم القيادية.
وتتميز بورصة قطر عن باقي الأسواق المجاورة بقوة شركاتها المستمدة من قوة اقتصاد الدولة لتشكل توزيعات أرباح الشركات المدرجة بها انعكاسًا لسلامة موقفها المالي وصحة الاقتصاد المحلي.
وتشكل الإنجازات المتتالية التي تحققها البورصة العام الماضي اعترافًا بالمستوى المتقدم الذي حققته البورصة على مختلف الصعد التقنية والتنظيمية والعملية، وتشير إنجازات البورصة إلى حرصها على تطوير آلياتها وبنيتها التحتية وخدماتها التي تقدمها للعملاء لتحافظ على وضعها بما يليق بمكانة قطر كسوق رئيسي في المنطقة، ومن المتوقع أن تستفيد البورصة مما حققته من إنجازات مهمة العام الماضي لتحقيق نتائج أفضل على صعيد أداء المؤشر وعلى مستوى التداولات في 2014.
ويرى الخبراء أن النجاحات التي حققتها بورصة قطر سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي تعكس التزامها بالمعايير العالمية المتعارف عليها، مشيرين إلى أن ترقية تصنيف قطر إلى وضع "الأسواق الناشئة"، يزيد من أهمية قطر فيما يتعلق بالاستثمارات الدولية. ويشجع المستثمرين الأجانب ومديري الحقائب الاستثمارية لدخول السوق القطري، وتوقعوا أن تستقبل بورصة قطر استثمارات أجنبية بقيمة تزيد على 2 مليار ريال من المستثمرين في قطاع الأسهم خلال العام المقبل.
وأشاروا إلى أن بورصة قطر بحاجة إلى التهدئة لالتقاط الأنفاس بعد المكاسب القياسية التي حققها مؤشر السوق على مدى الجلسات الماضية، وأعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدي الارتفاعات المتوالية في مؤشر البورصة وهو ما قد يتسبب في ارتفاعات هائلة وتضخم في أسعار بعض الأسهم وتكوين فجوات سعرية وما يترتب عليها من احتمالات حدوث موجة من التراجع القوي الذي يؤثر سلبًا على السوق خاصة صغار المساهمين.
وأوضحوا أن عمليات جني أرباح التي تعرض لها السوق أمس الأول تعتبر طبيعية ومتوقعة بعد المكاسب التي حققتها الأسهم الفترة الماضية، وأوضحوا أن الارتفاع التدريجي للمؤشر هو أنسب الحلول للسوق في الفترة الحالية، وأرجعوا الارتفاع الحاد الذي سجلته البورصة الأسابيع الماضية إلى مجموعة من العوامل النفسية والاقتصادية التي تضافرت في إحداث الطفرة غير العادية التي شهدها السوق منذ بداية الشهر الحالي.
ودعا الخبراء إلى ضرورة الاستفادة من دروس الماضي وعدم الاندفاع نحو موجات الشراء أو البيع بصورة عشوائية ، حتى لا يتعرض المستثمرون لخسائر كبيرة في حال الانخفاض أو الارتفاع المفاجئ للسوق.
من ناحية أخرى، فقد جاء تراجع السوق أمس الأول متوقعًا وغير مفاجئ، إذ إن التعاملات جاءت قوية وصاعدة منذ تغيير اتجاه السوق إلى الاتجاه الصاعد ويشير المتعاملون إلى أن الهبوط إيجابي وتصحيحي وإن كانت تمنياتهم تتمحور حول المطالبة بألا يؤثر هذا التراجع على مسيرة السوق الإيجابية وأن يعمل الاستقرار الذي يشهده السوق في الفترة الحالية لجذب شريحة المستثمرين للمشاركة بفاعلية أكبر، مشددين على أن السوق يمر بمرحلة تأسيسية لمعاودة الصعود القوي في الفترة المقبلة، إذ إن السوق صعدت قبل نهاية الربع الأول الذي تترقب معه السوق نتائج الشركات في العادة ما يجعل الصعود مستندًا إلى أسس يقبلها المنطق.
ويعتقد كثيرٌ من المحللين والمراقبين أن عمليات جني الأرباح التي شهدها السوق أمس تعتبر أمرًا صحيًا طالما لم تمنع السوق من تغيير اتجاهه وأنه من المتوقع أن يسير المؤشر العام للسوق في اتجاه عرضي مائل إلى الارتفاع في الفترة المقبلة وأن السوق سوف يحافظ على أدائه الإيجابي خلال الأسبوع المقبل، ولكن ليس بنفس المستوى من القوة كما حدث خلال الأسبوعين الماضيين.
أفضل أسواق المنطقة
في البداية وفي معرض تعليقه على أداء السوق من بادية العام قال الكاتب الاقتصادي فوزي عبدالله إن بورصة قطر تعتبر من أفضل أسواق المنطقة خلال عام 2014 ، وعزا ذلك الى المحفزات التي تتوفر في السوق حاليًا، وأشار إلى أن نتائج الربع الأول سيكون لها تأثير كبير على حركة التداولات في السوق الفترة المقبلة.
وأضاف: إن السوق أظهرت قوة كبيرة ورغبة في مواصلة الارتفاع في ظل تدفق السيولة المتواصل إلى السوق، مشيرًا إلى أن السيولة الجديدة التي تدخل تدريجيًا من شأنها مساعدة السوق على مواصلة الارتفاع.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأسهم حقق ارتفاعات قوية وقد يتعرض لعمليات استقرار أو جني أرباح الفترة المقبلة، بينما هناك أسهم مازالت تنتظرها فرص واعدة للارتفاع. وذكر أن الاستثمار في سوق الأسهم يعتبر من أفضل الاستثمارات من حيث العوائد وتوقع عبدالله أن يستمر الأداء الجيد للسوق خلال الفترة المقبلة، وعزا ذلك الى تدفق سيولة جديدة إلى السوق بالإضافة الى بداية إعلان الشركات عن بياناتها المالية للربع الأول، وما يتبعه من قيام بعض المحافظ الاستثمارية ببناء مراكز مالية جديدة.
جني الأرباح
ونوّه إلى أن موجة جني الأرباح التي يتعرض لها السوق من وقت لآخر تعتبر صحية لاسيما نتائج الشركات الجيدة التي خلقت جوًا من التفاؤل في نفسيات المتداولين وسيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد ككل مشيرًا لضرورة إيضاح الربحية الفعلية للصفقة لمزيد من الشفافية.
وقال عبدالله: إن الهبوط الذي شهده السوق أمس ما هو إلا جني أرباح متوقع نتيجة لارتفاعات التي حدثت في الأسبوعين الماضيين خاصة الأسبوع الماضي الذي شهد السوق فيه ارتفاعًا قويًا للمؤشر بدعم من قطاع العقارات، وأن السوق رغم التراجعات التي يشهدها بين الحين والآخر إلا أنه مميز ومازال جاذبًا في ظل توافر الكثير من المحفزات والتي من الصعب توافرها في أسواق أخرى.
وأكد أن رفع تصنيف السوق القطرية من سوق مبتدئة إلى سوق ناشئة يعتبر خطوة إيجابية نحو تطوير البورصة القطرية وهي خطوة من شأنها جذب المزيد من المستثمرين الأجانب مؤسسات وأفرادًا للاستثمار في سوق الأسهم القطرية .. وبين أن من شأن هذا الإنجاز أن يعمل على تنشيط حركة التداول في بورصة قطر التي تعتبر ثاني أكبر سوق للأسهم في المنطقة، ودعم ثقة المتعاملين فيها.
الصعود التدريجي
من جانبه قال المستثمر محمد سالم الدرويش: إن بورصة قطر شهدت الفترة الماضية العديد من المحفزات والأخبار الإيجابية والتي دعمت من صعود المؤشر بصورة قوية، إلا أنه أكد أن الصعود التدريجي للمؤشر هو أمر مطلوب وإيجابي حتى لا تتكون فجوات سعرية قد تؤدي الى انخفاض حاد للسوق الفترة المقبلة لسد هذه الفجوات.
وأشار إلى أن ارتفاع بعض الأسهم بصورة كبيرة خلق فجوات سعرية سيعمل المؤشر على إغلاقها في المستقبل القريب، وهو ما يؤدي إلى انخفاض أسعار هذه الأسهم بنسب متفاوتة. وأكد أن السوق سيعود إلى القياديات مرة أخرى.
أما عن عمليات جني الأرباح التي شهدها السوق في جلسة التداول أمس أكد الدرويش أن عمليات حني الأرباح هذه هي صحية للسوق ليواصل بعده السوق صعوده الهادئ ولا خوف على السوق في الفترة الحالية من هبوط حاد كما كان في الماضي لأن المحفزات التي دعمت السوق مازالت متوفرة وأنه لا يوجد أخبار تعمل على هبوط السوق في الفترة الحالية بل على العكس كل الأخبار المتداولة داخل السوق كلها أخبار إيجابية سواء عن صحة الاقتصاد العالمي وقرب تعافيه أو عن الوضع الاقتصادي الداخلي أو عن نتائج الشركات المالية عن السنة الماضية والتي كانت كلها إيجابية.
وأضاف أن مواصلة السوق للاتجاه الصعودي سيأتي بفضل أمرين أساسيين في أي سوق مال وهما قرب إعلان نتائج الربع الأول وكذلك استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية خاصة الأسواق المالية والتي تنعكس تأثيراتها على الأسواق المحلية.
دراسة وضع السوق
ودعا المستثمرين إلى ضرورة دراسة وضع السوق وأسعار الأسهم قبل إتمام عمليات المضاربة أو البيع أو الشراء من قبل المستثمر. وأشار إلى ضرورة معرفة إدارة الخوف والطمع لدى المستثمر حيث يطمع المستثمرون للكسب وينتابهم الخوف من الخسارة لذلك يجب تأهيل المستثمرين تأهيلاً سليمًا لتفادي هذه الأزمة، كما يجب على إدارة السوق في الفترة الحالية فتح مراكز تدريب وتثقيف للمستثمرين ومراكز استشارية غير ربحية لتوعية المستثمر بكيف يمكنه استثمار أمواله في البورصة. وأكد أن الحالة النفسية للمستثمرين تنعكس بشكل كبير على البورصة وذلك نتيجة عزوف المستثمرين عن ضخ السيولة اللازمة لإتمام عمليات البيع والشراء.
الرئيسية
البوابة
موضوع: بورصة قطر أفضل أسواق المنطقة في 2014 
الجمعة أبريل 11, 2014 5:51 am
