تحليل: الأزمة الروسية – الأوكرانية .. فرصة خليجية
20 مارس 2014 01:44 م
تحليل: الأزمة الروسية – الأوكرانية .. فرصة خليجية
كتب/ أسماء الخولي:
احتلت الأزمة الأوكرانية الروسية، إثر نزاع على شبه جزيرة القرم ورغبة روسيا في ضمها لحدودها الإقليمية في محاولة منها لإعدادة الإمبراطورية السوفياتية، محل إهتمام الساحة الاقتصادية العالمية منذرة بإحتمالية تدخل عسكري أوروبي في روسيا والذي من شأنه أن يسبب دماراً اقتصادياً عالمياً في وقت لازال يعاني فيه العالم حيال أزمات مديونية متتالية في القارة الأوروبية واضطرابات سياسية مستمرة في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر أكبر منتج للنفط عالمياً.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بأكثر من 7% منذ بداية عام 2014 لتصل حالياً إلى 4.4 دولار أمريكي للمليون وحدة حرارية، وفقاً لإحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية" U.S. Energy Information Administration"، وهو ما استفادت منه الدول المصدرة للغاز مثل كندا، والجزائر، وقطر.
وعلى الرغم من ضآلة حجم أوكرانيا العالمية، حيث تعادل 0.2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تأتي أهمية أوكرانيا في كونها مركزاً لتوزيع الطاقة؛ فوفقاً لإحصاءات شركة بريتيش بيتروليوم "BP Statistical Review of World Energy, June, 2013"، تصدر روسيا ما يقارب 20% من الغاز على شكل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بينما تصدر الباقي كغاز جاف إلى أوروبا، وتمر نصف تلك الصادرات عبر أوكرانيا.
وإذا توقفت إمدادات الغاز الروسية، فمن المتوقع أن تشهد سوق الطاقة العالمية ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، ما يمثل عبئاً كبيراً على ميزانيات العديد من البلدان الصناعية الكبرى، في وقت لا تزال فيه تلك الاقتصادات في حالة تعاف من الأزمة الاقتصادية.
يذكر أن روسيا التي تمد أوروبا بأكثر من ربع احتياجاتها من الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا قامت بقطع إمداداتها مرتين منذ عام 2006.
وسيأتي عدم الاستقرار الحالي في الأوضاع داعماً لإرتفاع أسعار الطاقة العالمية، وإذا ما تصاعدت الأزمة فمن الممكن أن تستفيد دول مجلس التعاون الخليجي على الأقل في الأجل القصير، حيث تتنافس روسيا ودول الخليج على أسواق الطاقة ذاتها، لذلك فأي اضطراب في صادرات الطاقة الروسية، سواء كان ناتجاً عن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا أو العقوبات الاقتصادية التي سيفرضها الغرب، من شأنه أن يدعم الفوائض المالية لدول الخليج من جانبين؛ أولهما الارتفاع المتوقع لأسعار النفط، وثانيهما من خلال تحول مستوردي الغاز والنفط الروسي، والمتمثلين بصورة كبيرة في الدول الأوروبية، لدول الخليج ومن ثم قد تقتنص دول الخليج حصة سوقية كبيرة من صادرات الطاقة الروسية، علماً بأن صادرات الطاقة الخليجية تتجه في معظمها للأسواق الآسيوية فيما تمثل واردات الاتحاد الأوروبي من الطاقة الخليجية 7% فقط. وفقاً لنشرة منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك" خلال فبراير 2014.
ومن شأن الأزمة الروسية أن تدعم صادرات الغاز القطرية، التي تستحوذ على ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال في العالم، والتي يبلغ إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال حوالي 77 مليون طن سنوياً، وتنتج ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من مكثفات الغاز. وفقاً لتقرير شركة بريتيش بيتروليوم لعام 2013.
يذكر أن روسيا هي أحد أكبر منتج للنفط في العالم بإنتاج يومي يقارب 11 مليون برميل، وتأتي في المرتبة الثانية من بعد المملكة العربية السعودية من حيث حجم التصدير، بحجم تصدير إجمالي يبلغ 7 مليون برميل يومياً.