الصيرفة الإسلامية بقطر الأسرع نمواً في العالم
منذ 12 ساعة
شارع البنوك
تحقيق - تغريد السليمان
أكد عدد من المستثمرين والخبراء الماليين أن قطر استطاعت أن تنجح في دعم قطاع الصيرفة الإسلامية المحلي، لتجعله الأسرع نمواً على المستوى الإقليمي والعالمي، كما قدمت الحكومة تمويلات كبيرة لمشروعات البنية التحتية التي تعمل بها، وفق صيغ التمويلات الإسلامية، الأمر الذي يعزز بشكل كبير هذا القطاع محلياً، بل ويشجع على افتتاح مصارف أخرى في المراحل المقبلة، مشيرين إلى أن موجودات المصارف الإسلامية في قطر تضاعفت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية لتبلغ 195 مليار ريال نهاية عام 2012.
يقول المستثمر أحمد الشيب إن قطر نجحت بشكل كبير في تعزيز الصيرفة الإسلامية على المستوى المحلي والعالمي، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة التي تملكها القيادة القطرية، مشيراً إلى أن الإقبال العالمي اليوم يتجه نحو الاقتصاد المبني على النظام الإسلامي، وذلك لثباته في أسوأ الأزمات المالية في العالم، وأضاف: إننا نفخر بالنمو المتوالي للصيرفة الإسلامية في بلدنا قطر، فهذا يدل على تفكير سليم من أجل إيجاد بنية اقتصادية قوية، خاصة للمشاريع الكبرى، وهذا ما قامت به قطر حيث اعتمدت على الصيغ الإسلامية في العديد من مشروعاتها الخاصة بالبنية التحتية، كما أن موجودات المصارف المحلية في ارتفاع مستمر، لتصل مجموعة أصولها إلى 54 مليار دولار في نهاية 2012، مع توقعات بنموها لنسبة تصل 15% خلال السنوات الخمسة القادمة، وهذه كلها مؤشرات تدل جلياً على نجاح هذا النوع من الصيرفة كما أن العديد من المستثمرين المحليين يعتمدون في تمويلات مشروعاتهم على صيغ مالية إسلامية، وهذا برأيي من أفضل أنواع التمويل وأكثرها ضماناً للمستثمر .
الأقل مخاطرة
وتوافقه الرأي سيدة الأعمال د. نورة المعضادي حيث أشارت إلى أن المستثمر القطري بدأ يعي جيداً المخاطر المالية في حالة عدم وجود ضمانات حقيقية إذا ما فشل مشروعه على سبيل المثال، ليكون الإقبال اليوم على أنظمة المصارف الإسلامية، الأقل مخاطرة والأكثر ضماناً، كما أن نسب الربح أقل من الفوائد البنكية الأخرى، وهذه من ضمن الأسباب المهمة في نمو الصيرفة الإسلامية المحلية، ودعمها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من سرعة النمو والإقبال، وتابعت: في الحقيقة نحن فخورون جداً بالتطور الكبير الذي أصبحت عليه الصيرفة الإسلامية لدينا، حيث إننا سبقنا دولا كثيرة في هذا المجال بالرغم أنها قد بدأت قبلنا، وهذا يدعمنا كمستثمرين في مواصلة هذا النجاح واقتناص الفرص لطرح مشروعات من خلال تمويلات إسلامية، خاصة وأن هذا القطاع في نمو متواصل، والدليل توسع أنشطة المستثمرين القطريين الخارجية وفق أيضاً الصيرفة الإسلامية، مثل إطلاق مصرف إسلامي في موريشيوس أطلق عليها: "شركة القرن المصرفية" وهي بالشراكة الإستراتيجية بين مستثمرين من قطر والمجموعة البريطانية الأمريكية للاستثمار، وغيرها من المشروعات الأخرى .
تحديات كبيرة
وأكد المستثمر خالد السويدي أنه على الرغم من النجاحات والنمو السريع الذي حققتها الصيرفة الإسلامية إلا أن هنالك العديد من العقبات والتحديات التي تواجهها، خاصة من قبل البنوك التقليدية، التي تحاول بشتى الوسائل إغراء العملاء والمستثمرين من خلال العروض المالية، والتي لا يستطيع أن يجاريها النظام الإسلامي، وذلك لالتزامه بمجموعة من الأسس والقواعد المالية التي تم أخذها من أصول الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أنه لا يجب معاملة المعاملات الإسلامية بتلك التقليدية وذلك لاختلاف النظامين كلياً، وربما هذه واحدة من التحديات التي تواجه هذا القطاع على المستوى العالمي، ومن المخاطر الأخرى: إدارة المخاطر، ومشاكل السيولة، ومشاكل متعلقة بصيغ التمويل من جانبين: الأول: الاختلاف بين هيئات الرقابة الشرعية ودعاة الكمال والأخذ بالعزائم، مثل الوعد الملزم، والدفعات المقدمة في الإجارة المنتهية بالتمليك، والتورق، وغيرها من التفاصيل ونقاط الاختلاف، والثاني: التطبيق الشرعي والالتزام بالضوابط والمعايير الشرعية، ومخاطر تطبيق صيغ التمويل نفسها وأساليب السداد والتحصيل، وغيرها، فيجب وضع الحلول الجادة لها حتى يستطيع المستثمر والعميل أن يطمئن على مدخراته واستثماراته بعيداً عن الشائعات والتخبط في الإجابات .